• الأموال تتحرك صوب أسهم الأسواق الناشئة

    29/01/2012

    بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدةالأموال تتحرك صوب أسهم الأسواق الناشئة 



    سمسار يتابع حركة الأسهم في بورصة فرانكفورت الألمانية. وألقت بيانات اقتصادية في الآونة الأخيرة بظلالها على أسواق الأسهم العالمية. رويترز
     
     
     

    الاندفاع الواسع في فئات الموجودات الخطرة خلال العام الحالي أظهر قدراً متواضعاً من الإجهاد، في الوقت الذي يعود فيه تركيز الأنظار على أزمة السندات السيادية في منطقة اليورو، وسط المفاوضات الجارية بخصوص السندات اليونانية، وبعد أن أظهرت البيانات أن الولايات المتحدة سجلت في الفصل الرابع من عام 2011 نمواً اقتصادياً كان أقل بصورة يسيرة من الأرقام المتوقعة.
    وهناك عامل آخر أسهم في النغم الحذِر يوم الجمعة، وهو أن وكالة فيتش للتقييم الائتماني أعلنت عن تغيير في وضع الجدارة الائتمانية بالنسبة للسندات السيادية في ستة بلدان في من منطقة اليورو، حيث خفضت المرتبة الائتمانية على الأجل الطويل لكل من إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا.
    لكن حركة البيع كانت ضئيلة نسبياً، على اعتبار أن خيبة الأمل حول النمو الاقتصادي للولايات المتحدة (التي هي أكبر اقتصاد في العالم) تراجعت قليلاً بفعل القرار الصادر الأسبوع الماضي عن البنك المركزي الأمريكي، الذي أعاد فيه تأكيده أنه مستعد لتقديم المساندة الضرورية إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
    وتراجع مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية بصورة يسيرة بنسبة 0.1 في المائة، لكنه لا يزال أعلى بنحو 6 في المائة لهذا العام. كما تراجعت أسعار السلع الصناعية، وأضافت سندات الخزانة الأمريكية إلى مكاسبها التي سجلتها في الفترة الأخيرة، حيث تراجعت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات بنسبة ثلاث نقاط أساس لتصل إلى 1.90 في المائة.
    وفي أوروبا تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم الأسهم الأوروبية بنسبة 0.7 في المائة، وفي نيويورك تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 0.1 في المائة عند موعد الإقفال.
    قبل أن يتراجع هذا المؤشر القياسي في وول ستريت يوم الخميس، لامس أفضل مستوى له منذ تموز (يوليو)، وذلك بفضل بيان متساهل على نحو غير متوقع من البنك المركزي الأمريكي، قال فيه إن أسعار الفائدة ستظل ''متدنية بصورة غير اعتيادية'' حتى أواخر عام 2014، كما أن البنك لم يستبعد مزيدا من عمليات شراء الموجودات في سبيل مساعدة الاقتصاد.
    جاءت هذه الأنباء من البنك المركزي الأمريكي على خلفية بيانات اقتصادية في الفترة الأخيرة كانت في معظمها طيبة، مع تراجع علامات التوتر بخصوص أزمة السندات السيادية في منطقة اليورو - حيث تراجعت العوائد على السندات السيادية لكل من إيطاليا وإسبانيا عن مستوياتها السابقة غير القابلة للاستدامة - وهذا ما دفع بالموجودات التي تركز على النمو العالمي إلى مستويات عليا لم تسجلها منذ بضعة أشهر.
    أعاد المستثمرون من جديد وضع أموالهم في ''موجودات النمو''، حيث عادت حركة الأموال إلى الاستثمار في أسهم بلدان الأسواق الناشئة، وارتفعت صناديق السندات إلى مستويات لم تشهدها منذ الفصل الثاني من عام 2011، وفقاً لبيانات من مؤسسة إي بي إف آر EPFR.
    لكن الأسواق التي تشعر بالتحسن وارتفاع الأسعار لا ترتفع على شكل خط مستقيم، وبالتالي شهدت تعاملات يوم الجمعة نوعاً من المراجعة والتدبر.
    على سبيل المثال، ارتفع النحاس، الذي يعد مقياساً للمعادن الصناعية، بنسبة 0.4 في المائة ليصل السعر إلى 3.92 دولار للباوند (الرطل) في وقت مبكر من يوم الجمعة، وهو أعلى سعر له منذ أكثر من أربعة أشهر، قبل أن يتراجع إلى سعر 3.88 دولار بعد صدورالبيانات الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.
    كذلك كانت الأفكار المسيطرة في رؤوس المتداولين متأثرة بالمفاوضات الشاقة والمضنية بين أثينا والجهات الدائنة لها، التي يمكن أن يؤدي انهيارها إلى إعادة إشعال فتيل المخاوف حول مقدار التعاملات الضخمة الموجودة لدى النظام المالي الأوروبي فيما يتعلق بالسندات السيادية.
    كذلك يشعر المستثمرون بالتخوف وعدم الارتياح من الإشارة التي ترسلها أسواق السندات في الوقت الحاضر حول إمكانية وقوع البرتغال في حالة من الإعسار والعجز عن الوفاء بالتزاماتها بخصوص سنداتها السيادية، حيث وصلت العوائد وعقود التأمين المتبادل على تلك السندات إلى مستويات متطرفة.
    مع ذلك، لا يزال اليورو بالنسبة للوقت الحاضر يتمتع باستقرار نسبي ومتمسك بقدر كبير من مكاسبه التي سجلها في الفترة الأخيرة. ومنذ أن سجلت العملة الأوروبية الموحدة قبل أسبوعين أدنى مستوى لها منذ 16 شهراً، اندفعت بأكثر من 3.5 في المائة، وفي يوم الجمعة ارتفعت بنسبة 1 في المائة تقريباً ليصل السعر إلى 1.3226 دولار.
    تشير آخر البيانات الصادرة يوم الجمعة عن لجنة التداول في العقود الآجلة للسلع إلى أن المضاربين في العملات زادوا من رهاناتهم لمصلحة الدولار الأمريكي، وزادوا من عقود التعاملات الصافية على المكشوف بالنسبة لليورو لتصل إلى رقم قياسي مرتفع في آخر أسبوع. يشار إلى أن بيانات اللجنة، التي تعد مقياساً لتحركات العملات الأجنبية في المستقبل، تم تجميعها قبل الإعلان الصادر هذا الأسبوع عن البنك المركزي الأمريكي، الذي أشعل فتيل عمليات بيع قوية في الدولار الأمريكي.
    وفي أسواق السندات الحكومية الأوروبية، تراجعت العوائد على السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات بنسبة 17 نقطة أساس لتصل إلى 5.88، وهو أدنى مستوى لها منذ أوائل كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وفي أسواق المعادن الثمينة سجل الذهب اندفاعاً قوياً على خلفية الآمال بمزيد من سيولة الدولار، بعد إعلان البنك المركزي الأمريكي عن استعداده لضخ الأموال في سبيل مساعدة الاقتصاد. وما أثار الاهتمام أن المعدن الأصفر تمكن من النجاة من مستوى 1666 دولاراً للأونصة (الأوقية) الذي شكل جبهة مقاومة استمرت عدة جلسات من التعاملات.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية